الخميس، 16 مايو 2013

السيده والفتاه " قصه قصيره "





جلست سيده ثلاثينيه في ممر ابيض طويل تنتظر امام غرفه بباب ازرق

باعدت بين قدميها ونظرت الى بطنها الصغير وقالت في نفسها
من تكون لتربطني بهذه الحياه المعقده
من تكون لتحرمني حريتي وتقيديني وتصعب علي هذه الحياه وبعد ان استعدت حريتي ..

تظهر انته من العدم لــ تقول لي بأنك ستعيديني الى السجن مره اخرى

الم يعاقبني الله كفايه برجل احمق ..

قبلت به بعد ان رحل القطار و اتى هو ليكون اخر محطه استطيع اللحاق بها

لم يكن حفل زفافي فاخرا كما تخيلته ولم ارتدي فستان احلامي .. لقد تحملت تكلفت كل شي
كل شي .لانه وكما قال لي لا يستطع ان يتحمل تكاليف حفل الزفاف بيما انه عليه الكثير من الديون ... وليتني لم افعل فقط لارضي المجتمع الذي لقبني بعانس ويلقبني الان مطلقه

هل كان علي ان اصبر بعد ان ضربني في ليله الزفاف لانني لم اقبل رأس امه كفايه ولم انحني عندما طلب مني الانحناء

هل كان علي ان اصبر بعد ان تخلي عن وظيفته لـ اكون انا الرجل في المنزل لا هو .. وعلل ذلك بأنه لا يستطيع تقبل فكره بأن تلك مديره في العمل امرأه .. !!!!!



هل كان علي ان اصبر عن حظي العاثر الذي جمعني به في مكتب الاستقبال  الذي اعمل به .. ؟ هل كان علي يا ترى


رغم ان الجميع تجاهل احساسي وفؤادي المحطم و طلب من الصبر  ومحاوله تغير ما افسده الدهر
برجل زير نساء...

هل كان علي ان اصبر


لحظه كانت به حسنات ايضا ربما كان علي الصبر والاخذ بها

فهو رحوم في بعض اللحظات
وبشوش الوجه رغم عصبيته
ولا استطيع ان انكر انه في البدايه حاول ان يتغير لاجلي ولكنه .. لم يستطع

لقد كان ملاكا في فتره الخطوبه مالذي حدث


واخذت نفسا عمقيا ثم نظرت شمالا فـ رأت فتاه عشرينيه او ربما اقل تمشي بــ اتجاها لتجلس على الكرسي المقابل لها

اخذت تتفحصها بهدوء .. وقالت في نفسها الرجال يرغبون في فتاه كهذه صغيره وجميله وتبدو دون خبره حياتيه
ياخذونها صغيره لتربى على ايديهم .. فتصبح كما يريدون ..

وعندما ازدادت في التحديق الى الفتاه ..

رأتها تبتسم لها فتدراكت الموقف و ابتسمت

فقالت لها الفتاه بصوت مرح ,,, الناس ينظرون لي دائما لا اعلم لما ؟ ولكنهم دائما ما يقولون بأنني اشبه احدهم ..

فقالت بصوت متعب .. نعم انتي حقا تشبهين ابنت خالتي الصغرى ..

حقا اين تدرس ؟
فقالت انها مبتعثه خارج الدوله

فقالت بحسره " حظها اهلي مش طايعين اروح مكان ..!" و على ايه حال سـ اتزوج قريبا وانا هنا لأقوم بالفحوصات الطبيه

فقالت لها ببتسامه ..

جعل التوفيق لك نصيبا عزيزتي تبدين صغيره جدا عالزواج كم تبلغين من العمر

فقالت سـ ابلغ العشرون قريبا

اها قريبك ؟

فقالت لا .. مجرد معرفه بيننا وبين والدته

فقلت لها هل فكرتي جيدا يا صغيره

فقالت نعم كنت متردده قليلا في البدايه لانه انفصل من زمن بسيط و قالوا لي بأن سبب انفصاله
بأن زوجته ذات لسان سليط لا تحترم امه العجوز
و انه عندما وقع في ازمه ماليه رفضت مساعدته و طلبت الطلاق بعدما اشترا لها سياره ووضع على ظهره الديون لأجل سعادتها تخلت عنه ..


فقالت السيده لربما كانت طليقته مظلومه .. فهو لن يقول لك الحقيقه التي قد تعيق امر الخطوبه يا عزيزتي

فـ اجابت الفتاه بثقه قد استخرت الله فيه و هو رجل ثلاثيني ووالدي يقول بأن الرجل الكبير ذو الخبره الحياتيه افضل بمئه مره من الشاب الصغير الذي غالبا ما يكون متسرع وغير ناضج فكريا ..

فصمت المرأه لبرهه و امسكت ببطنها
فقالت الفتاه مسرعه يا الهي انتي حامل .. مستحيل
فضحكت المرأه وقالت ومطلقه ايضا ..
ف اختفت الابتسامه من على وجه الفتاه ونظرت اليها ولما حدث الطلاق

.. فقالت المرأه النصيب ..

فـ اجابت الفتاه بهدوء عوضك الله خيرا مما خسرتي ان شاء الله

وساد الصمت على المكان لعدت دقائق حتى تهلل وجه الفتاه بالخجل والسرور

وقالت للمرأه بهمس انظري لليمين بهدوء تام

انه الرجل الذي سـ ارتبط به اتى هو الاخر من اجل الفحوصات

فنظرت المرأه الى يمينها و ابتسمت و اشاحت انظارها الى الاسفل وهي تحمل حقيبتها واغراضها

فقالت لها الفتاه ما رايك هل تعتقدين بأننا مناسبين لبعض

فنظرت السيده في عيناي الفتاه بحنيه وهي تقف وقالت لها ,,,

اتمنى لك حياه سعيده مختلفه عن حياتي و مشت ب اتجاه المخرج

وهي تقول في نفسها

ربما نسى خطيبها بأن يقول لها بأنه ينتظر ابنا مني ..







هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

قصه جميله لم اتوقع النهايه ..

احيانا علينا ان نترك الاخرين بسلام .. فالتجارب التي يعيشونها تختلف تمام الاختلاف عن التجارب التي عشنها فلا يجب علينا الحكم على الاخرين من خلال تجاربنا اعتقد بأنك قصدتي ذلك ف قصتك القصيره


و اعتقد ايضا بانكي عنيتي بأن لا نستمع الى طرف واحد عند حدوث خلاف ما ..




اختي لديك موهبه جميله في كتابه القصص القصيره فقد قرأت القصه القصيره الاولى و اثارت اعجابي هي الاخرى ..

اتمنى ان تستمري انا هنا للمتابعه و القراءه ..

اخوك.. فهد